درس المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة للسنة الثالثة إعدادي

المناعة هي قدرة الجسم على مقاومة بعض الأمراض والجراثيم التي تدخل إلى الجسم، إذا ما تعرض لجرح ما، أو أكل طعاماً غير نظيف أو أصيب بالزكام أو أمراض أخرى.

الله عز وجل منح للجسم مقاومة ذاتية للجراثيم التي قد تدخل لجسمه وتؤدي إلى هلاكه ولا سيما أن الإنسان قديماً لم يكن يمتلك المنازل الصحية ولا الأدوية ولا المصول ولا اللقاحات المتوفرة حالياً والمتاحة في أغلب بقاع العالم. فالجسم يحتوي على وسائل دفاعية مختلفة، حيث يعمل خط الدفاع الأول الذي يمثل الجلد والأغشية المخاطية والإفرازات مثل العرق والدموع واللعاب على منع مسببات المرض من الولوج إلى الجسم.

إلا أنه أحيانا قد تتمكن هذه الجراثيم الضارة من الدخول إلى جسمنا، مما يستدعى تدخل خط الدفاع الثاني الذي يتمثل في الإستجابة المناعتية أو الإستجابة الإلتهابية، وتتمثل في التهاب محلي في مكان تواجد الجراثيم، فيتحول مكان الإلتهاب إلى اللون الأحمر، وينتفخ، ويصبح مؤلما وترتفع درجة حرارة الجسم. لهذا تقوم خلايا الدم البيضاء(البلعميات) التي تتجول باستمرار في جهاز الدوران بالإنسلال إلى مكان تواجد الجراثيم والمخلوقات الغريبة التي يطلق عليها اسم مولد المضاد لتبتلعها والقضاء عليها.

فإن لم تستطع البلعميات القضاء على مولد المضاد، فإن خلايا الدم البيضاء (البلعميات واللمفاويات B واللمفاويات T) تتعاون لإنتاج مضادات أجسام وهي بروتينات على شكل حرف Y تنتجها اللمفاويات B للتصدي لمولد المضاد الذي تسبب في إنتاجها، ويتم ذلك وفق الخطوات الآتية كما هو موضح في الصورة أسفله:

1- تلتهم البلعميات مولد المضاد، حيث تظهر أجزاء منه على سطحها حتى تتعرف عليه اللمفاويات T₄ .

2- ترتبط اللمفاويات T₄ بالأجزاء الظاهرة من مولد المضاد فتتعرف عليه فتصبح نشيطة.

3- تفرز اللمفاويات T₄ النشيطة مادة ليمفوكين (Lymphokine) من أجل تحسيس اللمفاويات B لإنتاج مضادات أجسام نوعية التي ترتبط بمولد المضاد الذي تسبب في إنتاجها لتشل حركته لكي تقوم البلعميات ببلعه وهضمه وطرح حطامه.

4- تتحول بعض اللمفاويات B واللمفاويات T إلى لمفاويات ذاكرة تنقسم بسرعة كبيرة لتكوين خلايا تفرز مضادات أجسام بكميات كبيرة لمولد المضاد نفسه إذا دخل الجسم مرة أخرى، ولهذا فإن الإنسان لا يصاب بأمراض معينة في حياته، أكثر من مرة واحدة ومنها الجدري المائي والحصبة.

من أفضل الوسائل التي يمكن أن يتبعها أي شخص للمحافظة على جهازه المناعي: التغذية الجيدة والرياضة والراحة وعدم الإقتراب من التدخين والمواد المخدرة بأنواعها وبعض الأمراض المنقولة جنسيا وإجراء الفحوصات الطبية الدورية.